الأحد، 22 مارس 2009

جهات مهتمة بظاهرة الدروس الخصوصية

انطلاقا من ضرورة معالجة هذه الظاهرة ووضع الحلول الملائمة لها عقد مركز النيل للإعلام بالقاهرة بالتعاون مع جمعية رابعة العدوية مؤخرا حلقة بحثية تحت عنوان الجمعيات الأهلية وسبل مواجهة الدروس الخصوصية.

شارك فيها نخبة كبيرة من خبراء التربية وعلماء الدين وأدارتها د. راوية هلال شتا مدير مركز النيل للإعلام بالقاهرة ود. مصطفى الحمادى رئيس مجلس إدارة جمعية رابعة العدوية

التقط د. عبدالله النجار الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أطراف الحديث مؤكدا أن الثقافة الاجتماعية المحيطة بالتعليم تعد المدخل الأساسى لمشكلة الدروس الخصوصية ومن سماتها أنها ثقافة عنيدة وفارغة تحارب الطبيعة البشرية وتريد أن تسوى بالقوة بين الجيد والردئ فى العقول البشرية وتقليد الغير.

وثقافة الندية وهى تحاول إحداث خلخلة فى التمايز الفطرى الذى خلق الله الناس عليه وهذا يعتبر نوعا من الإفساد فى الأرض فالناس تريد أن تجعل أولادها كالآخرين فهى تسوية صناعية على الأوراق وعلى الدرجات فاختلاف العقول فطرة من عند الله فجعل عز وجل اختلاف العقول شيئا ضروريا لاستقامة المجتمع.

والوجه الثانى لهذه الثقافة أنها لم تفهم رسالة التعليم وتسئ فهم رسالته فهى تنظر إلى التعليم على أن الورقة التى يحصل عليها الطالب ليست كما يرجى من التعليم فالله جعل التعليم غاية وليس وسيلة والفقهاء عندما يتحدثون عن مقاصد الأديان يقولون ان من ضمن المقاصد الخمسة التى أتت كل الأديان لحفظها حفظ العقل.

وأول ما أنزل الله فى الذكر الحكيم ما يحمى به عقول الناس اقرأ فهذا العقل يساوى الحياة وصيانة العقل فى الإسلام، وفى الأديان كلها مطلوب وأساسى، أما نحن حولنا هذه الغاية إلى وسيلة لكى تكون وسيلة للمركز الاجتماعى المتميز بدأنا نسخر التعليم ونصنفه وفقا لهذا الهوى الأعوج.

ونقول إن هناك كليات قمة وكليات قاع ونردد هذه الأكذوبة ونحن ما نراه بأعيننا أن الطبيب يأخذ 150 جنيها والممرضة تأخذ600 جنيه وتحصل على مرتب أكبر منه حتى فى الخارج. كذلك سوء فهم رسالة التعليم واعتباره وسيلة للو والمركز الاجتماعى المتميز.

وبدأنا نرى سلوكيات اجتماعية شاذة وغريبة علينا كمجتمع تحكمه تقاليد الدين، مثل الغش بكافة صوره الجديدة كالمراكز المتخصصة فى كتابة البرشام و الغش الجماعى بل وجدنا بعض أولياء أمور التلاميذ تستعملون القوة والبلطجة ليجعلوا أبناءهم يغشون بالقوة، بدلا من أن يعلموهم الأمانة والأخلاق وأن يرتزقوا من الحلال.

وكذلك أسلوب التلقين ووضع المعلومات فى رأس الطالب يحفظها قبل الهرمونات ثم يضعها فى ورقة الامتحان، والنتيجة النهائية لهذه الثقافة الاجتماعية أجيال تحمل ألوانا متدرجة من الشهادات ولا صلة لها بالتعليم إطلاقا.

وأضاف د. النجار أن التعليم غاية فى ذاته وهو مطلوب أصلا لتكوين الشخصية وجعلها متوازنة ومتكاملة فى تعاملها الاجتماعى وسلوكها العملى، فالتعليم يرقى بالسلوك وينمى العقل والفكر وينظر للدين والدنيا وللحياة وللأمور والقضايا المختلفة نظرة متوازنة، وتنمية الخبرات التى يمكن أن يتقنها الطالب وفقا لميوله وقدراته.

وما يمكن أن يقدمه لمجتمعه، كما أنه يحافظ على الهوية وعلى الدين واللغة والعادات والتقاليد والأخلاق، فهذه مسائل ينشدها التعليم ويتوخاها من أجل الأمة، وما لم نحافظ على هذه الهوية سنذوب فى العولمة التى من ضمن أهدافها الأساسية تلاشى الخصوصية ونتوه وسط الأمم والشعوب ولا يكون لنا بقاء، فعلينا أن نحافظ على هويتنا، لأنها هى التى تمدنا بالقوة والقدرة على المنافسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق